أشهر محاكمه في التاريخ المصري

مبارك.. أفندم أنا موجود

بقلم : مجدى عبد الحليم

القاضى ينادى على المتهم حسنى مبارك فيرد رافعاً يده الى أعلى أفندم أنا موجود

قل ماشئت وتحدث ماشئت فلن يمل الناس الحديث عن أكبر حدث فى التاريخ الانسانى المصرى عاصره هذا الجيل الذى سيكتب عنه القادمون حروفاً من نور ليس فقط لأن شعب مصر أسقط حاكمه لاول مرة ، ولكن لانه قدمه للمحاكمة عن الجرائم التى ارتكبها فى حقه ، وسجل للانسان المصرى قيمة وقامة وأثبت أن عظمة المصريين لاتقارن وأن الشعب المصرى اذا ملك ارادته فانه يصنع المعجزات وأن صبر المصرى ليس دليلا على ضعفه ، وأن التاريخ الانسانى كله سيحكى عن مصر الحديثة كما حكى عن الحضارة المصرية القديمة.

ومبعث الفخر أن قرار محاكمة مبارك لم يكن وراءه سوى شعب مصر وثورتها البيضاء فى الخامس والعشرين من يناير ، وليس منحة من المجلس العسكرى الحاكم ، أو من أى أحد ،فالمصريون عرفوا كيف تنتزع الحقوق والحريات ، وكانت عيونهم تراقب وترصد كل شيئ ،حتى أرست العدالة المصرية سفينتها وأنفذت حكم الشعب المصرى ليقدم مبارك للمحاكمة ويمثل متهماً ،وقد تنسم المصريون عبير الحرية وعاد الهدوء والطمأنية الى نفوسهم ،وتأكد لهم أن نظام مبارك قد سقط فعلاً ، وأن كل المحاولات التى كانت تسير ضد ارادة الشعب قد باءت بالفشل ، وأن جميع الحكام العرب عليهم أن يعلموا أن عجلة الحرية قد انطلقت من مصر قلب العروبة النابض لن تعود الى الوراء أبداً ، ومن ظن منهم أن القتل والبطش والتدمير سيمد له فى البقاء رغم أنف شعبه فهو واهم ، وسيظل المشهد المصرى بمحاكمة رئيس مصر السابق الذى يعرفونه ويعرفهم وكان ملء السمع والبصر هو الكابوس الدائم الذى سيلازمهم فى أحلامهم وهو الذى لايقارن بأي محاكمة سابقة لرؤساء تركوا مناصبهم في بلدانهم ، فلا يقارن بمشهد محاكمة التونسي بن علي غيابيا، ولايقارن بمحاكمة الروماني تشاوشسيكو التي قضيت في 19 دقيقة، ولايقارن بمحاكمة صدام حسين لان المشهد بدا مصريا خالصاً ومختلفا لاتنتهى منه الدروس ولا العبر .

قد تكون هناك بعض الملاحظات التى صاحبت وقائع المحاكمة سواء ماحدث من بعض أنصاره الذين حاولوا الاعتداء على أهالى الضحايا وحطموا احدى شاشات العرض أو من الآداء السيئ لبعض المحامين المدعين بالحق المدنى الذين بدوا وكأنهم يقومون بدور لصالح مبارك، أو حالة التعاطف من البعض على شبكات التواصل الاجتماعى الفيسبوك مع مبارك ، ولكن ذلك وغيره لم يؤثر على قوة المشهد العام ودلالته ، فمهما كان ومهما يكن فان مشهد حسنى مبارك يقول "أفندم أنا موجود" وهو داخل القفص كان شفاءاً لصدور الثكالى واليتامى والمظلومين والمقهورين ، وعنواناً لعظمة الثورة المصرية ،وسبحان الله للمرة الرابعة يفشل هذا الفرعون فى خطة دخوله القفص على سرير طبى أن يكسب تعاطف أحداً من الناس ، ولعل الدكتور احمد عكاشة وزملاءه من أطباء الامراض النفسية قد تتأثر دخولهم من قلة المترددين على عياداتهم ، فقد آن الاوان أن يكتئب مبارك ويشفى شعب مصر .. وآن الاوان أن يسجن مبارك ويتحرر شعب مصر ، حقاً وصدقاً مصر تحاكم رئيسها ، كان ذلك حلماً بعيد المنال ، فأصبح حقيقة وواقعاً للحال ، واكتحلت عيون المصريين والعالم أجمع وهم يرون مبارك يدخل قاعة المحكمة داخل قفص حديدى ويسمع الاتهامات فى تهم قتل شعبه ونهب وتبديد ثرواته.

وكانت أعلى لحظات الاثارة لحظة دخول مبارك إلى قاعة المحاكمة على سرير طبي متحرك، وهو حليق اللحية مصبوغ الشعر ،ثم انتظر المحامون كيف سينادى عليه ، وكيف ستخرخ من فم القاضى المستشار أحمد رفعت وهو يقول المتهم محمد حسنى السيد مبارك فيرد قائلاً "أفندم أنا موجود" ويرفع ذراعه الى أعلى فيسأله المستشار هل سمعت الاتهامات المسندة اليك فيرد "كل هذه الاتهامات أنا أنكرها تماماً" وهكذا رأيناه وسمعناه أيضاً ثم ينادى على المتهم الثالث علاء محمد حسنى السيد مبارك فيرد " أفندم " أنكر هذه التهم جميعاً ثم ينادى على المتهم الرابع جمال محمد حسنى السيد مبارك فيرد " أفندم " أنكر هذه التهم جميعاً .وكانت أصوات الثلاثة محشرجة وليست على عادتها ولكنها هى أصواتهم وهى أشكالهم وهى أجسادهم فسبحان الذى يَغير ولا يتغير ،ويبدل ولايتبدل .

مبارك : أفندم أنا موجود ..كل هذة الاتهامات أنا أنكرها جميعاً .

والطريف أنه تم تسجيل مقطع يحمل صوت مبارك وهو يرد على القاضي "أفندم أنا موجود" وتحويلها لمقاطع صوتية من نوع "إم بي ثرى" لتكون نغمات لهواتف المحمول داعين بعضهم البعض لتحميلها وجعلها نغمة لهواتفهم المحمولة احتفالا بتلك المحاكمة التاريخية، وقاموا بتبادلها ومشاركتها منذ الأمس عبر مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك لتكون الرنة "أفندم أنا موجود" .. "كل هذة الاتهامات أنا أنكرها جميعاً " بصوت حسنى مبارك هى النغمة التى تسمعها حتى يرد عليك صاحب الموبايل.ياسبحان الله..

حاول جمال وعلاء اخفاء وجه أبيهما من الكاميرات اذ وقفا تقريبا طوالا الجلسة إلى جانبه يحيطان به، وكان جمال هو المترجم لوقائع الاتهام والمحاكمة يهمس بهما فى اذن أبيه ، بينما كان علاء يتحرك كثيراً فى ارتباك شديد ولم يجلس وظهر يحمل مصحفاً وجلس بضع دقائق، وعند خروجهما مثلا وجهيهما بابتسامة صفراء بينما أمسك علاء بالكاميرا واهو سائر الى سيارة الترحيلات ليغلق المشهد فلم يتأثر المصريون ، ولم تظهر الهانم فى قاعة الجلسة ولا فى متابعات الصحف والاعلام المصرى ولا العالمى كله، وقد يراها البعض فى المركز الطبى العالمى فى الاسماعيلية ترافق المتهم محمد حسنى السيد مبارك.

افتقدت أسرة مبارك عبقرية أحمد عز وبراعة تخطيط صفوت الشريف ، وترتيب ودقة زكريا عزمى ،ودعم وتمويل حسين سالم ، فأصبحت أسرة بلا حيلة .. كيف حكم هؤلاء مصر ثلاثون عاماً!!!

حاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وبعض موز نظامه بغض النظر عن النتائج التي ستنجم عنها هي محاكمة اكثر من ضرورية لحماية مسار الثورة ولحفظ حق الشعب في القصاص من قادتهم الذين اولوهم الثقة على مدار زمن طويل، ولتفادي النزعات الخاطئة التي يسعى لها بعض القوى المتربصة بالثورة.

كما أن الحاكم مهما بدا للحظة طاغيا ومستبدا فإن الشعب هوأعظم وأقوى منه لأن الشعب دائما هو صاحب المصلحة الاولى والاخيرة في بقاء هذا الحاكم او ذاك. ولا يمكن لاي اجهزة قمع ان تحول دون إنفجار بركان الثورة لا بالعكس ان إنتهاكات الاجهزة لمصالح شعوبها وقمع حرياتها وقهر ارادتها يسرع في تنامي حالة السخط والانفجار الشعبي

ويصل الحال بالحاكم الظالم الي ما وصل اليه مبارك بل وربما يصل الي اسوأمن ذلك .

» سلطات رئيس الجمهورية المصري في الدستور المصري
» bقانون الأسلحة والذخائر المصري
» الماده الـ 77 و 78 من الدستور المصري ...محل النقاش !!
» السجن 5 أشهر لضابط سب وضرب أستاذة جامعية
» كبار رجال النظام المصري السابق في سجن ليمان طرة