شهد شاكر المحاميه مشرف
عدد المساهمات : 18 تاريخ التسجيل : 19/02/2011
| موضوع: ارحل وعارك بين يديك-فاروق جويدة الثلاثاء يناير 24, 2012 1:37 pm | |
| ارحل وعارك بين يديك-فاروق جويدة
--------------------------------------------------------------------------------
مقتطفات من قصيدة للشاعر فاروق جويدة ارحل وعارك في يديك كل الذي أخفيته يبدو عليك فاخلع ثيابك وارتحل اعتدت أن تمضي أمام الناس دوماً عارياً فارحل وعارك في يديك لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة أن يُـقبّـل وجنتيك
لا تنتظر عصفورة بيضاء تغفو في ثيابك ربما سكنت إليك
لا تنتظر أماً تـُطاردها دموع الراحلين لعلها تبكي عليك
لا تنتظر صفحاً جميلاً فالدماء السودُ مازالت تلوث راحتيك
وعلى يديك دماء شعب آمنٍ مهما توارت لن يُـفارق مـُقلتيك كل الصغار الضائعين على بحار الدم في بغداد صاروا وشم عارِ في جبينك كلما أخفيته يبدو عليك كل الشواهد فوق غزة والجليل الآن تحمل سُخطها الدامي عليك وتلعن والديك ماذا تبقى من حشود الموت في بغداد لم يعد شيء لديك هذي نهايتك الحزينة بين أطنان الخرائب والدمار يلف غزة والليالي السود شاهدة عليك فارحل وعارك في يديك الآن ترحل غير مأسوف عليك ارحل وعارك في يديك انظر إلى صمت المساجد والمنابر تشتكي ويصيح في أرجائها شبح الدمار انظر إلى بغداد تنعي أهلها ويطوف فيها الموت من دارِ لدار الآن ترحل أن ترى بغداد خلف جنودك القتلى وعارك أي عار مهما اعتذرت أمام شعبك لن يُـفيد الاعتذار ولمن يكون الاعتذار ... ؟ للأرض ... للطرقات ... للأحياء للموتى ... وللمدن العتيقة ... للصغار لمن يكون الاعتذار ...؟ لمواكب التاريخ للأرض الحزينة ... للشواطيء ... للقفار لعيون طفل مات في عينيه ضوء الصبح واختنق النهار لدموع أم لم تزل تبكي وحيداً صار طيفاً ساكناً فوق الجدار لمواكب غابت واضناها مع الأيام طول الانتظار لمن يكون الاعتذار ...؟ لأماكن تبكي على أطلالها ومدائن سارت بقايا من غبار لله ... حين تنام في قبر وحيداً والجحيم تلال نار ارحل وعارك في يديك لا شيء يبكي في رحيلك رغم أن الناس تبكي عادةً عند الرحيل لا شيء يبدو في وداعك لا غناء ... ولا دموع .. ولا صهيل مالي أرى الأشجار صامتة وأضواء الشوارع أغلقت أحداقها واستسلمت لليل والصمت الطويل مالي أرى الأنفاس خافتةً ووجه الصبح مكتئباً وأحلاماً بلون الموت ترقد خلف وهم مستحيل اسمع جنودك في ثرى بغداد ينسحبون في هلع فهذا قاتل ينعي القتيل جثث الجنود على المفارق بين مأجور يعربد أو مـُصاب يدفن العلم ذليل ماذا تركت الآن في بغداد من ذكرى على وجه الجداول غير دمع كلما اختنقت يسيل صمت الشواطيء وحشة المدن الحزينة بؤس أطفال صغار أمهات في الثرى الداري صراخ أو عويل طفل يفتش في ظلام الليل عن بيت توارى يسأل الأطلال في فزع ولا يجد الدليل سرب النخيل على ضفاف النهر يصرخ هل ترى شاهدت يوما غضبة الشطآن من قهر النخيل الآن ترحل أن ترى بغداد تحمل عارك المسكون بالنصر المزيف وحلمك الواهي الهزيل ارحل وعارك في يديك كل الذي أخفيته يبدو عليك ارحل وعارك .... في يديك | |
|