نص المقدمة التى بدأت بها المحكمة قبل النطق بالحكم :
"بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الحق العدل، بسم الله الذى لايضر مع اسمه شئ فى الأرض ولا فى السماء، بسم الله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، السادة الحضور الهدوء التام أى حركة أى صوت سنعتذر فورا، وكررها قائلا أى صوت سيصدر حتى نهاية الجلسة سنعتذر فورا وسنطبق القانون بكل حزم.
وقال بسم الله الرحمن الرحيم بداية تبدأ المحكمة ببضع كلمات فى بداية المحاكمة المخصصة للنطق بالأحكام وقال: "إن واقعات التداعى المعروضة حسبما بان للمحكمة واستقر فى وجدانها وضميرها من واقع خوضها فى الأوراق وما أرفق بها من مستندات عن بصر وبصيرة وما ارتاحت إليه عقيدتها، وما وقر صحيحا ولازما وقاطعا فى وجدانها ورسخت إليه صحة وإسنادا وثبوتا فى يقين قاطع جازم تطمئن معه عقيدة المحكمة، وتستريح مطمئنة مرتاحة البال هادئة الفكر إلى الثابت فى أوراق التداعى، وما كشف عنه سير الأوراق بما يقشع الظلمة ويميت الغموض عن وقائعها وأحداثهما ويسلط النور والضياء عليها، فتظل يافعة قوية وناضرة ملء البصر والعين، مستقرة لا مراء فيها ولا شك فإذ بزغ صباح الثلاثاء 25 يناير 2011 أطل على مصر فجر جديد لم تره من قبل أشعته بيضاء حسناء وضاءة تلوح لشعب مصر العظيم بأمل طال انتظاره ليتحقق معها شعاع وضاح وهواء نقى زالت عنه الشوائب العالقة فتنفس الشعب الذكى الصعداء بعد طول كابوس ليل مظلم لم يدم لنصف ليل وفقا لنواميس الحياة لكنه لاغلب من 30 عاما أسود أسود أسود أسوداد ليل شتاء، فأصر بلا رجاء أن ينقشع صباح مشرق بضياء ونضارة وكانت إرادة الله فى علاه أن أوحى إلى شعب مصر بتلك الثورة تفوحهم رائحة الحق، لا يطالبون برغد العيش وعلياء الدنيا بل طالبوا ساستهم وحكامهم ومن تربعوا على عرش السلطة توفير الحياة الكريمة لهم ولقمة العيش طالبين منه أن يطعمهم من جوع ويسد رمقهم ويطفئ ظمأهم بنعمة عيش سعيد ونوم فى منازل كريمة وانتشال أبناء وطنهم من عفن العشوائيات بعد افتراشهم الأرض وتلحفهم بالسماء كما طلبوا فرصة عمل تدر عليهم رزقا حلالا يكفى لسد حاجتهم، وانتشالهم من هوة الفقر إلى الحد اللائق بإمكانياتهم منادين سلمية سلمية سلمية من أفواههم وبطونهم خواء وقواهم لا تقوى على المناضلة والجهاد، صارخين أنقذونا ارحمونا انتشلونا من الذل والهوان.
وكونهم تردى حال بلدهم "مصر" اجتماعيا وثقافيا وتعليميا وأمنيا وانحدر بها الحال إلى أقل الدرجات من الأمم، والتى كانت شامخة عالية من قبل فأصبحت مطمع الغزاة والمستعمرين وأصبحت تتوارى لها كل الدول "ماذا جرى لك يامصر؟" يا من ذكرك الله فى كتابه.
وتلك الثورة صاغها الله فى قلب رجل واحد ولو اجتمع ما فى العالم جميعا ما ألف بينهم ولكن الله ألف بينهم وحماهم وظللهم بجراد الحق فزهق الباطل وكان زهوقا ومحا الله آية الليل المظلمة وجعل آية النهار مبصرة ليبتغى الشعب فضلا من الله لمستقبل حميد ليرفعها الله إلى أقصى درجات العزة بين الأمم، ومنذ ذلك الضياء وما تكبده المواطنون من ألم وحسرة وقهر وتوجهوا إلى ميدان التحرير بالقاهرة مسالمين مطالبين "عيش حرية عدالة اجتماعية" ضد من ارتكبوا وقائع الفساد وعميت قلبوهم وانطفأت مشاعرهم.
وأحيلت تلك الدعوى للمحكمة لمحاكمة رأس الدولة ومن شغل المناصب العليا وفى يوم 3 أغسطس 2011، حيث قبع المتهمون فى قفص الاتهام ومن ذلك التاريخ أخذنا على أنفسنا عهدا بالحق والعدل وأن نؤدى الأمانات إلى أهلها لا تفريق بين أحد منهم، وسبق أن حكمنا بأحكام منصفة من قبل طبقا للحدود والقانون، وأنزلنا عليها صحيح أحكام القانون، ولم يشغلنا إلا إجراؤها على أكمل وجه من الحق والعدل وإعطاء الحق لأصحابه مهما كان صغيرا أو كبيرا، حيث تم نظر الجلسة فى جلسات متعاقبة بلغت 49 جلسة بمعدل زمنى 250 ساعة ومدة وصلت لأكثر من 10 ساعات فى جلسة واحدة، وبلغ أوراق القضية أكثر من 60 ألف ورقة، وعقدت الجلسات دون التقيد بأدوار انعقاد وتم حكم زمام الجلسات بكل الاقتدار للخروج بها ناصعة لا يشوبها شئ وتحملت المحكمة عبئا لايتحمله بشر وكان لها ذلك، واستمعت لكل الاهتمام لكافة الأطراف وصبرت صبرا لايطيقه الصابرون، وتحملت وكان عهدا عليها أن تعطى المدعين بالحق المدنى قهم فى دعواهم فهو حقهم.
وكان عهدا على المحكمة أن تعطى للدفاع بأكمله أن يستخرج ويحصل على ما يراه لازما من مستندات وأوراق يدافع بها عن وجهة نظره وأعطت الجميع الفرصة تلو الفرصة ليرتاح الدفاع لدفاعه، حيث استمعت لشهود الإثبات الذين قدمتهم النيابة حيث ظهر للمحكمة حال أدائهم من شهاداتهم ورأت من اتهم بالشهادة الزور ومن تم مدحه فى الشهادة ومن اتهم بضياع أجزاء فى المحاكمة، فلم تجد المحكمة إلا إظهار الحقيقة وتبيان الحق فى الدولة واستدعت كبار المسئولين فى الدولة ووجدت فى شهادتهم احقاق الحق وما يزيل عنها الغموض فى الدعوى وشهادتهم أمام الله وأمام المحكمة، واستمعت بكل الترحاب وسعة الصدر إلى الدفاع جميعه.
وفتحت المحكمة صدرها لكل من طلب التحدث وأتاحت لهم كل الفرص لتقديم دفاع المتهمين لأوراق ومستندات ولم تغلق أمامهم أية طريق للدفاع وأعطتهم حقهم وأكثر من ذلك وعهدت أن تكون المحاكمة منصفة للجميع.
أسباب الحكم "حيثيات" مبدئية تلتها المحكمة علانية:
أولاً فى قضية القتل العمد تولت المحكمة الرد عليها بكل دقة وعناية قضائيا وقانونيا وفقهيا، وأشارت إلى أن الاتهام الخاص فى الفيلات الخمس قد قضت بمضى المدة لمرور 10 سنين على ارتكاب الواقعة.
ثانياً: فى شأن قيادات الشرطة أكدت المحكمة أنه بعد استماعها للشهود فى القاعة وبعد القراءات فى أوراق الدعوى بكل دقة وعناية، رأت المحكمة أنه إذا لم يتم ضبط أى من الفاعلين الأصليين مرتكبى القتل العمد والشروع فيه أثناء الأحداث أو حتى بعدها فلا يوجد قطع أو يقين فى اتهام هؤلاء المتهمين "الشاعر – عبد الرحمن – المراسى- الفرماوى – رمزى"، حيث خلت أوراق التداعى ومضبوطاتها من أدلة مادية وعتاد وذخائر.
ثالثا: خلت أوراق الدعوى وما قدم فيها من تسجيلات صوتية أو مرئية ذات مأخذ قانونى تطمئن إليه المحكمة، وتثبت أن الفاعلين الأصليين هم الجالسون.
رابعاً: خلت أوراق الدعوى من ضبط أية اتصالات لاسلكية تعتمد لها بالإدانة ضد المتهمين، وأن المحكمة لا تطمئن إلى ما أثبت حول مؤن وذخائر السلاح المركزى.
خامسا: خلو الدعوى من أدلة فنية قطعية تثبت أن إصاباتهم ليست من أسلحة رجال الشرطة، وأن كافة الأوراق والتقارير الطبية للقتلى والمصابين ليست دليلا للقتل.
سادسا: خلت الأوراق من تعليمات أو شواهد كدليل يثبت للمحكمة ارتكاب الجرائم من قبل المتهمين، وتؤكد أن ما نسب للمتهمين بالاشتراك فى الامتناع لم يتوفر فى المتهمين الآخرين وقضت لهم بالعقوبات.
سابعا: لا يسع المحكمة فى التداعى بما صدرته بيمينها وما وقر فى ضميرها وما استرق بيقين إلا ذكر لعل من يقرأها يعود للرشد.
"قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير"، فما لنا من شفعاء يشفعون لنا قد ضل سعيهم.
"هذا كتابتنا ينطق عليكم بالحق قد جئنا بالحق
نص منطوق الحكم
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الحق العدل.. بعد الاطلاع على المواد 15-1 و17 18 -304، و309-313و384 من قانون الإجراءات الجنائية والمواد 30 و40 ثالثة و45 1 و46 و234 و 235 من قانون العقوبات.
حكمت المحكمة حضوريا لجميع المتهمين عدا المتهم الثانى فهو غياب.
أولا بمعاقبة محمد حسنى السيد مبارك بالسجن المؤبد عما أسند إليه من الاتهام بالاشتراك فى جرائم القتل المقترن بجنايات القتل والشروع فى قتل أخرى موضوع الاتهام المسند إليه فى أمر الإحالة.
ثانيا: بمعاقبة حبيب العادلى بالسجن المؤبد عما أسند إليه من الاتهام بالاشتراك فى جرائم القتل والشروع بالقتل فى جرائم أخرى موضوع الاتهام المسند بأمر الإحالة.
ثالثا: بإلزام المحكوم عليهما بالمصاريف الجنائية.
رابعا: بمصادرة المضبوطات المقدمة موضوع المحاكمة.
خامسا: ببراءة كل من أحمد محمد رمزى عبد الرشيد وعدلى مصطفى فايد وحسن محمد عبد الرحمن يوسف إسماعيل وإسماعيل محمد عبد الجواد الشاعر وأسامة يوسف إسماعيل المراسى وعمر عبد العزيز فرماوى، مما أسند إلى كل منهم من اتهامات.
سادسا: بانقضاء الدعوى الجنائية المقامة قبل كل من محمد حسنى السيد مبارك وحسين كمال الدين إبراهيم سالم وعلاء محمد حسنى السيد مبارك وجمال محمد حسنى السيد مبارك، عما نسب إلى كل منهم فى شأن جنايتى استعمال النفوذ وتقديم عطية وجنحة كل منهم بمضى المدة المسقطة لدعوى كل منهم.
كما قضت المحكمة ببراءة حسنى مبارك من جناية الاشتراك مع موظف عمومى للحصول لغيره دون وجه حق عن منفعة من وظيفته وجناية الاشتراك مع موظف عمومى فى الإضرار بمصالح الجهة التى يعمل بها.
ثامنا: بإحالة الدعوى المدنية المقامة للمحكمة المدنية المختصة بلا مصاريف.